مؤلمه جدا ﺃﻣﻲ ﻛﺬﺑﺖ ﻋﻠﻲَّ
( ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺋﻊ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ )
ﻟﻴﺲ ﺩﺍﺋﻤﺎ :ً ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ !!..ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻣﺮﺍﺕ : ﻛﺬﺑﺖ
ﺃﻣﻲ ﻋﻠﻲّ ....!!!
ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻨﺪ ﻭﻻﺩﺗﻲ ، ﻓﻜﻨﺖ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺓ
ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ....
ﻭﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﻌﻀﺎ ًﻣﻦ ﺍﻷﺭﺯ ﻟﻨﺄﻛﻠﻪ
ﻭﻳﺴﺪ ﺟﻮﻋﻨﺎ : ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ .. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺤﻮِّﻝ ﺍﻷﺭﺯ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ
ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺭﺯ ، ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺟﺎﺋﻌﺔ
..ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻛﺬﺑﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﺃﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺷﺌﻮﻥ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﺼﻴﺪ ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﺻﻐﻴﺮ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﺃﺗﻨﺎﻭﻝ ﺳﻤﻜﺔ ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺃﺗﻐﺬﻯ ﻭﺃﻧﻤﻮ ، ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑﻔﻀﻞ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﺼﻄﺎﺩ ﺳﻤﻜﺘﻴﻦ ، ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻋﺪﺕ
ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﻴﻦ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺃﻧﺎ ﺃﺗﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺎ
ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻮﻙ ، ﻓﺎﻫﺘﺰ ﻗﻠﺒﻲ
ﻟﺬﻟﻚ ، ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻟﺘﺄﻛﻠﻬﺎ ، ﻓﺄﻋﺎﺩﺗﻬﺎ
ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻓﻮﺭﺍ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺃﻳﻀﺎ ، ﺃﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﺣﺐ
ﺍﻟﺴﻤﻚ ..
.ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻛﺬﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﺃﻧﺎ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺼﺮﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ، ﺫﻫﺒﺖ
ﺃﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﺗﻔﻘﺖ ﻣﻊ ﻣﻮﻇﻒ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ
ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻫﻲ ﺑﺘﺴﻮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ
ﻭﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ، ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺷﺘﺎﺀ
ﻣﻤﻄﺮﺓ ، ﺗﺄﺧﺮﺕ ﺃﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ ،
ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ،
ﻭﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭﺗﻄﺮﻕ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ، ﻓﻨﺎﺩﻳﺘﻬﺎ :
ﺃﻣﻲ ، ﻫﻴﺎ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ ﺷﺪﻳﺪ
ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺻﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ،ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﺃﻣﻲ
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ : ﻳﺎ ..ﻱﺪﻟﻭ ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺮﻫﻘﺔ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻛﺬﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ، ﺃﺻﺮﺕ ﺃﻣﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻣﻌﻲ ، ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻫﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ
ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻓﻲ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﻕ ﺍﻟﺠﺮﺱ
ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﻟﻬﺎ ﻓﺎﺣﺘﻀﻨﺘﻨﻲ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺩﻑﺀ
ﻭﺑﺸﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻭﺟﺪﺕ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻮﺑﺎ
ﻓﻴﻪ ﻣﺸﺮﻭﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﺗﻪ ﻟﻲ ﻛﻲ ﺃﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻋﻨﺪ
ﺧﺮﻭﺟﻲ ، ﻓﺸﺮﺑﺘﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﺣﺘﻰ ﺍﺭﺗﻮﻳﺖ ،
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﺣﺘﻀﺎﻥ ﺃﻣﻲ ﻟﻲ : ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺮﺩﺍ ﻭﺳﻼﻣﺎ ،
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻣﻨﻪ ،
ﻓﺄﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﺍﺷﺮﺑﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ،
ﻓﺮﺩﺕ : ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺍﺷﺮﺏ ﺃﻧﺖ ، ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻋﻄﺸﺎﻧﺔ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻛﺬﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ
ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺑﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻡ
ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﺣﺪﻫﺎ ، ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ﻭﺻﺮﻧﺎ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻮﻉ ، ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻲ ﺭﺟﻼ
ﻃﻴﺒﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻨﺎ ﻭﻳﺮﺳﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺴﺪ ﺑﻪ ﺟﻮﻋﻨﺎ ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ ﺗﺘﺪﻫﻮﺭ ﻣﻦ ﺳﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺃ ،
ﻧﺼﺤﻮﺍ ﺃﻣﻲ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺭﺟﻼ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻬﻲ ﻻﺯﺍﻟﺖ
ﺻﻐﻴﺮﺓ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻣﻲ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺐ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻛﺬﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ
ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﻭﺗﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ،
ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﺟﻴﺪﺓ ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﺃﻣﻲ ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻟﻲ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﻑ
ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻔﺮﺵ ﻓﺮﺷﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺗﺒﻴﻊ
ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺼﺼﺖ
ﻟﻬﺎ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺭﺍﺗﺒﻲ ، ﻓﺮﻓﻀﺖ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ
ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺑﻤﺎﻟﻚ ، ﺇﻥ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻛﺬﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
ﻭﺑﺠﺎﻧﺐ ﻋﻤﻠﻲ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﻛﻲ ﺃﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ
ﺍﻟﻤﺎﺟﻴﺴﺘﻴﺮ ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﺠﺤﺖ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺭﺍﺗﺒﻲ ، ﻭﻣﻨﺤﺘﻨﻲ
ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻔﺮﻉ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ، ﻓﺸﻌﺮﺕ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ، ﻭﺑﺪﺃﺕ
ﺃﺣﻠﻢ ﺑﺒﺪﺍﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ ، ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺳﺎﻓﺮﺕ
ﻭﻫﻴﺄﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ، ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺄﻣﻲ ﺃﺩﻋﻮﻫﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺄﺗﻲ
ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﻲ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﺗﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ
ﻭﻟﺪﻱ .. ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻌﺘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﺔ ...
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻛﺬﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
ﻛﺒﺮﺕ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ، ﻭﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﺮﺽ
ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻤﺮﺿﻬﺎ ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻓﺒﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﺑﻼﺩ ، ﺗﺮﻛﺖ
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﻃﺮﻳﺤﺔ
ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺗﻨﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻣﻲ ﺃﻥ
ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﺮﻕ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﺟﺪﺍ
ﻭﺿﻌﻴﻔﺔ ، ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ ، ﺍﻧﻬﻤﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ
ﻋﻴﻨﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻣﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺳﻴﻨﻲ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻻ ﺗﺒﻜﻲ ﻳﺎ
ﻭﻟﺪﻱ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻷﻟﻢ ...
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻛﺬﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ
ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺫﻟﻚ ، ﺃﻏﻠﻘﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻓﻠﻢ ﺗﻔﺘﺤﻬﻤﺎ
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍ ...
ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﻣﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ : ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪﺍﻧﻬﺎ ...
ﻭﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻘﺪ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ : ﺗﺬﻛﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻛﻢ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ
ﺃﺟﻠﻚ ﻓﻼ ﺗﻨﺴﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺋﻚ ﺭﺣﻤﻚ الله. مؤلمه